الأحد، 9 يونيو 2013

مصطفى محمود...اسم على مسمى


لو أن للإنسان نصيب من اسمه، فلمصطفى محمود الحظ الأوفر. فقد اصطفاه الله من بين أبناء جيله بالعلم والفسلفة ليتأمل دينه ويفسر قرآنه متسلحاً العلم فيمزج بين العلم والفلسفة والمادة القرآنية ويقدمها في أسلوب سلس مستساغ دون تكلف..إنها العبقرية ذاتها يا حضرات. وكذلك اصطفاه قرائه من بين جميع الكتاب ليكون مرجعهم وملجأهم .. ولم لا .. فهو  أول من أخذ بأيديهم للغوص في الأمور الشائكة.
ولاشك إنه محمود.. فمن من منا لا ييجله ويقدره ويدين له بالكثير والكثير من العلم ومن منا لا يحمل بصمة منه سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

 اسم لا يتحدث عن ذاته فحسب بل يقف ويتأمل ويتفكر تماماً كصاحبه، اسم تشتاق له القلوب وتتحير معه العقول.

السبت، 8 يونيو 2013

السيدة


وقفت تنتظر هذا القطار السريع الذي يطلقون عليه "المترو" حتى جاء محضراً معه نسمة لطيفة رسمت الابتسامة على وجهها الضئيل، فانفتح الباب أمامها وصعدت وبدأت الجموع تنظر في تقزز إلى ثيابها الرثة وهيئتها المتسخة وشعرها الغاضب وأظافرها الطويلة المائلة للسواد حتى وجدت مقعداً فارغاً أخيراً فجلست في براءة لتصتدم بنظرات من حولها إليها وكأن ثمة شيء خطأ بمظهرها... وتلك السيدة ذات الحجاب الأزرق لماذا تبتعد عني كذلك كأنني حشرة مقرفة ولما تضع وشاحها على أنفها... ألا تعجبها رائحة عطري..لا بأس فلا تعجبني رائحة عطرتها ولون وشاحها لا يناسب ردائها ولكنها لماذا تنظر إليّ هكذا..لماذا ينظرون إلى هكذا .....
أخذت تضع يدها على رأسها وتحسس شعرها ...نعم! هذا هو السبب حجابي لا يغطي كامل شعري .. كما إنه ليس مهذباً بالكامل.. سأعيد ربطه الآن ........... الأن أبدو أفضل ... ولكنهم لا يتوقفون عن نظراتهم لماذا تنظر باشمزاز هذه المرأة وأيضاُ تلك لم تشفق عليّ هكذا...... الحمد الله ها قد وصلت .."محطة السيدة زينب".. سأنزل الآن

كم تعبت اليوم.. أشعر بالجوع... ولكني سأنتظره... سأتيني.. يوماً ما سيأتيني وسيعتذر لي عن فعلته ويقبل رأسي ويعيدني لبيتي معززة مكرمة... ولكنه تأخر ... لعله يخجل مني ... لعله يعلم اني اسامحه ... لا ليس تماماً إنه رفع يده وضربني وطردني وأهانني وأذلني.. هو ابني .. حبيبي، هل أفسدته بالدلال كما يقول أبوه! لا .. بالطبع لا .. الحنان لا يقسي القلوب أبداً.. إنه المسئول .. وحده هو المسئول .. هو أساء معاملتنا معاً... هو من علمه الكره ..لا ..لا ابني لا يكره.. سيأتي ويرجع عن خطأه.. هو ابني حبيبي.

يقبل العسكري ويقترب منها .." يا حاجة.. امشي من هنا.. دي منطقة وزارات ومصالح حكومية.. امشي من هنا بدل ما حد يضايقك.. روحي أي جنينة" فترد عليه بكلمات غير مسموعة "بس ..بس..ابني هيجي هنا هو يعرف مكاني هنا..ازاي تتكلم كده مع الناس المحترمين.." يتركها العسكري ولسان حاله "وأنا مالي بكره ييجوا يمرمطوها" أما سيدة "الشارع" لا تتوقف عن التفوه بكلمات غير مسموعة: سيأتي لا محالة .. سيأتي في النهاية مهما طال انتظاره."