الخميس، 22 مايو 2014

بنت المصري

أول مرة رأيتها.. عفواً تلك بدايات الفيس بوك ويكتبه عادة من التقى بشخص وجهاً لوجه، أنا لم التق بها شخصياً. أنا بالصدفة شاهدت فيديو عابراً عن وقفة أمام منزل خالد سعيد قبل اندلاع الثورة في 25 يناير. تأثرت بالمشاعر والهتافات وعددهم الضئيل وهم محاطوون بجند من جميع الاتجاهات، جند في الغالب لايفقهون شيئاً ولايعقلون هكذا يفضل النظام أن يكونون. في منتصف الفيديو تظهر فتاة تهتف بقوة وبثبات هتافاً مختلفاً "كتفي في كتفك.. وحّد صفك". واردني شعوراً غريباً لأنها مختلفة لم تكن تهتف بحرقة (حتى الرجال كنانو يهتفون بحرقة وصوت باكٍ) إنما هي لا، كانت تهتف بقوة. أثارت انتباهي لكن لم اهتم كثيراً هي مجرد "بنت نزلت مظاهرة".
بعد فترة طويلة اكتشفت أني مخطئة، لا هي ليست "مجرد نزلت مظاهرة" بل هي ماهينور المصري. عرفت ذلك عند القبض عليها لا أتذكر الوقت تحديداً. لكني عرفتها عن قرب منذ ذلك الوقت من خلال ما تكتبه وخفة ظلها وتلقايتها وحرقتها للحق. نعم هي مختلفة هي البنت كما يجب ان تكون هي الشخص الذي ستجد فيه مثلاً أعلى، هي من يحزن الجميع من أجلها، هي من يظهر معدنه وإن كانت من تمر بوقت صعب. كم أتمنى لو اتحلي بنصف شجاعتها وكم اتمنى أن أحظى بشرف مقابلتها.

أعرف كم أن تجربة السجن مريرة وأثق انك لن تنكسري وسيأتي اليوم الذي تسمعين فيه كلمة "كفارة" ضاحكةً بل وسيأتي اليوم الذي سنتناسى فيه بشاعة هذا العالم القميء وننقحه جيداً لنتذكر ما يضحكنا.. ما يضحكنا فحسب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق